رعاية المسنين الماضى والحاضر

رعاية المسنين من قضايا الساعة التي تحظى بالإهتمام .. وأصبحت الكثير من الدول في العصر الحديث تقدم برامج متنوعة من الرعاية الاجتماعية لمواطنيها وسكانها بهدف تحقيق عدل اجتماعي وتوفير خدمات لهذه الفئة من فئات المجتمع باعتبار أن ذلك من معايير رقي وتقدم ونهضة الدول .
ولم يأت هذا الإهتمام من فراغ وإنما يرجع الإهتمام بهذه الفئة إلى أنها أصبحت ذات تأثير واضح على التركيب السكاني للمجتمعات وخصوصاً المتقدمة مما استوجب إعادة النظر في الخدمات المقدمة لها وتطويرها بما يتناسب مع تسميتها في المجتمع حيث أصبحـت في بعض المجتمعات تمثل ما نسبته 20% أو أكثر في مجتمعات المانيا واليابان وغيرهما من الدول المتقدمة . ووفقاً لآخر الإحصاءات التي نشرتها الصحف عن الأمم المتحدة أنه في عام 1998م كان يعيش على الأرض 580 مليون إنسان فوق سن 60 عاماً ( بلغ سكان العالم يوم 12 اكتوبر 1999م ستة مليارات نسمة ) أما في عام 2050 فسيرتفع عدد هؤلاء المسنين إلى ملياري إنسان من أصل تسعة مليارات وستكون نسبة من هم فوق الستين في الدول الغنية أكثر منها في الدول النامية 33% مقابل 21% .
وفي ضوء هذا التزايد المستمر لنسبة كبار السن ، فإن ذلك سيدفع بالمجتمعات إلى تغيير هيكلياتها الاجتماعية وأنظمة وأساليب الرعاية الاجتماعية ودور المؤسسات الرسمية والأهلية والأسر والمسنين أنفسهم في ظل المسئوليات الجديدة والمستجدات في مجال رعاية المسنين وتوزيع الأدوار لمواكبة متطلبات العصر .
إن زيادة عدد المسنين ليس التحدي الوحيد الذي يواجه العالم . فالتحدي الآخر يكمن في تمركز السكان في المدن مما يتطلب ترتيبات معينة بالنسبة لعمليات الهيكلة والتغيير وان الحاجة ماسة لإعادة النظر في التخطيط المستقبلي للمدن لما تتميز به من وضع مفضل لنمط الحياة والعلاقات السائدة بين سكانها والعدد الكبير من أبنائها المرشحين لدخول مرحلة كبار السن خلال العقود القادمة .