تكمن مشكلة المسنين في الخصائص المتعلقة بنمو الفرد إذ ينحدر النمو في سن الكهولة ويتفاقم الوضع في مرحلة الشيخوخة حيث يقل السمع والبصر كما يحدث تدهور في كثير من الوظائف العقلية مثل ضعف الذاكرة والنسيان هذا إلى جانب الضعف الجنسي والعقلي الذي يجعل كبير السن عرضة للخوف والقلق ومن ثم التوتر والشعور بالألم النفسي .
كما وأن المشكلة تتفاقم إذا نظرنا إلى الخصائص الاجتماعية حيث نجد في مرحلة الشيخوخة تتقلص العلاقات الاجتماعية للمسنين إلى حد كبير حيث تقتصر على الأصدقاء القدامى .. وتصبح حاجات المسن تتركز في الحاجات التالية : الرعاية الصحية حيث الحاجة إلى تقديم المشورة والنصح للمسن للمحافظة على صحته ونشاطاته وحيويته ، وإلى الرعاية النفسية التي لها أهميتها في توفير المناخ النفسي المريح له، وكذلك الرعاية الاجتماعية لتوفير الخدمات الاجتماعية الأساسية لتأمين حياة كريمة .
ونظرة إلى قضية المسنين نجد مجموعة من النظريات التي تناولت الموضوع من عدة جوانب بهدف الوصول إلى بعض التصورات والتفسيرات لها .
فنظريـة النشــاط ( ACTIVITY THEORY ) تفترض أن العمـل الذي نقوم به لكسب العيش ، لـه تصور مختلف من شخص لآخـر .. فالعمل يعني للجميع الحاجة المادية ، إلا أنه يعني أشياء أخرى .. ولذلك فإن الشخص الذي يفقد عمله بسبب كبر السن أو التقاعد فإنه يلجأ غالباً إلى تعويض ذلك بأهداف جديدة ونشاط جديد يوفر له شعوراً بالهوية والذات .
وهناك نظرية الاستمرارية ( CONTINUITY THEORY ) والتي تفترض أن الإنسان الذي على وشك مرحلة التقاعد أو الشيخوخة بشكل عام يلجأ إلى تعزيز وزيادة الدور الذي يمارسه .
أما نظرية الانسحاب الاجتماعي ( DISENGAGEMENT THEORY ) فتشير إلى أن التقدم في السن مسألة يواجهها كل شخص في حياته ، وفي هذه المرحلة يحدث للفرد نوع من الانسحاب المتبادل بين الفرد والمجتمع .. فالفرد يقلص الأدوار التي يمارسها والمجتمع يبدأ بالتخلي عن الفرد .
وتأتي نظريـة التكيـف والتوافـق ( ADJUSTMENT THEORY ) للتوفيـق بين هذه النظريات وتشير إلى أن المسن يبدأ التصالح مع الذات وذلك من خلال ترتيب أولويات أهدافه تبعاً للدور الجديد الذي يتقلده .. ويتم التفاعل من خلال بعدين نفسي واجتماعي .
ولعل مشكلات كبار السن التي شهدتها اوروبا أبان ثورتها الصناعية وما بذلته المجتمعات الغربيـة وتبذلـه حالياً يشكل تاريخاً وتجربة ينبغي أن تتبلور وتتلخص في مجموعة من المعايير التي يتم الأخذ بها . إلى جانب المعايير الأخرى التي لا يستقيم بدونها تخطيط المدن .
ولابد من التأكيد بأن الأمان بمفهومه الشامل يعني تلبية الاحتياجات التي يتحسسها كبار السن ونشير فيما يلي إلى بعض هذه الاحتياجات :
ــ التكامل الاجتماعي ويشمل الوسط الأسرى ، الجيرة
ــ ضمان الدخل ويعني دخلاً ثابتاً مضموناً من التقاعد عن العمل .
ــ الرعاية الاجتماعية ويقصد بها توفير الخدمات الاجتماعية الأساسية .
ونظراً لتزايد الالتزامات والارتباطات التي يشعر بوطأتها أفراد الأسرة في المدينة ، فإن الحاجة التي تتحدد في إطار موضوع هذا البحث هي إنشاء مؤسسات صغيرة لتقديم الخدمات الاجتماعية ذات برامج صحية واجتماعية وتأهيلية وترفيهية في آن واحد .
وفي ضوء ما تقدم فإن للمسن متطلبات يحتاجها في هذه المرحلة العمرية تتمثل فيما يلي :
ــ الحاجات المعيشية وتشمل الغذاء والمأوى والملبس .
ــ الحاجات الصحية وما يستتبعها من مشاكل ناتجة عن صعوبة الحركة والتنقل والتغيرات الفسيولوجية .
ــ الحاجات النفسية لرعايته من القلق النفسي والخوف والعزلة .
ــ الحاجات الاجتماعية وتتمثل في اتصال المسن بأهله وأصدقائه .
ــ الحاجة إلى الإندماج في الحياة الاجتماعية لتفادي الإحساس ببعدهم عنها